حالة التطبيق رقم 1: كامبو دي دالياس، إسبانيا
السياق الجغرافي والهيدروجيولوجي
تقع منطقة كامبو دي دالياس في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة الأيبيرية، وتحديداً في الجنوب الغربي من مقاطعة ألميريا. تقع في النظام الفرعي الهيدرولوجي III-4، داخل الترسيم الهيدروغرافي لأحواض البحر الأبيض المتوسط الأندلسية (DHCMA).
يشكّل كامبو دي دالياس-جادور، الذي يمتد على مساحة 330 كيلومتر2مباشرةً على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، سهلًا ساحلياً يحيط به سلسلة جبال (سييرا دي جادور بارتفاعات من 200 إلى 300 متر) في الشمال والشمال الغربي، والبحر الأبيض المتوسط في الجنوب والشرق والغرب.
هناك 10 بلديات في هذا الموقع (أدرا، برجا، بالانغرا، دالياس، ألإخيدو، لا موخانيرا، بيكار، أنكس، روكيتاس دي مار و فيليكس). سجّل عدد سكان هذه المنطقة 261.115 نسمة في كانون الثاني/يناير 2019.
سييرا دي جادور هي سلسلة جبال تقع في الجنوب الغربي من مقاطعة ألميريا. وهو عبارة عن هضبة على شكل قبة، تبلغ مساحته حوالي 900 كيلومتر2. الحدود الجغرافية للمدى هي: ممر نهر أنداراكس في الشمال والشرق، والوادي المنخفض لنهر أدرا في الغرب، والسهل الساحلي كامبو دي دالياس إلى الجنوب. من الناحية المورفولوجية ، يتميز بسطح مسطح مركزي محاط بمنحدرات عمودية جداً تتكون بشكل عام من ميزات تكتونية.
تشمل حالة التطبيق هذه طبقات المياه الجوفية الموجودة في السهل الساحلي والوجه الجنوبي لسييرا دي جادور. لذلك، فهي المسطحات المائية الرئيسية في المقاطعة بسبب حجم خزاناتها الجوفية. تم وصف خمسة طبقات مائية رئيسية في هذا النظام الفرعي (III-4 of DHCMA).
في سييرا دي جادور، تحت سطح طبقة غير مُنفِذة توجد طبقة مياه جوفية كبيرة جداً من صخور الكربونات شديدة التشقق، تزيد سماكتها عن 1000 متر. تبرز في سييرا وتغوص نحو الجنوب. فوق هذا التكوين الصخري هناك مواد أخرى، أحدث بشكل عام، غير مُنفِذة بشكل رئيسي. تقع منطقة إعادة التغذية الرئيسية في سييرا (عن طريق تسرّب مياه الأمطار وإحتمال إنتقال المياه تحت الأرض من ألتو أنداراكس) والتي ينتهي بها المطاف بالتجمّع في طبقات المياه الجوفية السفلية تحت سهل كامبو دي دالياس. فوق هذا الخزان الجوفي العميق، توجد طبقات غير مُنفِذة مع أقسام نفاذية متقابلة تشكل عدة طبقات من المياه الجوفية العلوية أو المتوسطة، ذات طبيعة مسامية وسماكة أقل.
في منطقة حالة التطبيق، هناك نوعان من طبقات المياه الجوفية (the IOA and the NIA). تعتبرطبقات المياه الجوفية الرئيسية بسبب حجم مواردها وجودتها والضخ الذي تقدمه. أهم طبقات المياه الجوفية المختلفة الموجودة هي أربعة: “the AEBN ” و”the ASC ” للقطاع الأوسط والغربي، و “the ASN ” و “the AItN ” في القطاع الشمالي الشرقي.
النوعية
أدى ضخالمياهالمكثّف إلى تغييرات في سلوك طبقات المياه الجوفية وفي الجودة الإجمالية للمياه. كما تسببت معظم المدخلات الزراعة إلى تدفق الملوثات التي تحملها مياه الري، بالإضافة الى الأنشطة البشرية المفرطة على الأرض. وأغلب هذه الملوثات من الأملاح والنترات المستخدمة كأسمدة، وكذلك مبيدات الآفات النباتية. تتجاوز تركيزات النترات 300 ملغم/لتر بشكل رئيسي في طبقة المياه الجوفية السطحية الوسطى. بينما تسجل بقية طبقات المياه الجوفية السطحية قيماً تتراوح بين 50 و 300 ملغم/لتر، بينما طبقة “ASN” الوحيده التي تسجّل أقل من 50 ملغم/لتر على الرغم من أن الملوحة في هذا القطاع تتجاوز 5 (mS/cm).
تتأثر هذه العملية أيضاً بسبب إدخال مياه من مصادر غير تقليدية في نظام المياه، وكذلك مساهمة خزان بنينارفي تزويد كامبو دي دالياس بمياه الريّ، بكمية تبلغ حوالي10 مليون متر3كمعدل وسطي وذلك بين ثمانينيات القرن الماضي و 2010.
في ظل الظروف الطبيعية، كانت منسوبات المياه تساعد على تتدفقها بالجاذبية وتصب في البحر، حيث كانت أعلى من مستوى سطح البحر. إلا أن، ونتيجة للإفراط في إستخدام المياه، فقد وصلت الى مستويات سلبية، مما أدى إلى دخول مياه البحر. إن الترتيب الهندسي للمواد يسمح أيضاً بالتواصل بين طبقات المياه الجوفية السفلية والعليا أو السطحية في مناطق محددة، مما يؤدي إلى شبكة مركّبة من طبقات المياه الجوفية المترابطة والمتواصلة مع البحر.
وقد سمح التوزيع الهندسي الحالي للمواد القابلة للنفاذ وغير القابلة للنفاذ بتواصل طبقة الكربونات (AOI and AIN) بالبحر، في الغرب فقط (بشكل غير مباشر من خلال طبقة صغيرة مسامية) وفي الشرق (بشكل مباشر وغير مباشر من قطاع ساحلي في شمال شرق روكيتاس من خلال طبقات المياه الجوفية “ASN” و “AitN”.
الكمية
أظهرت الدراسات الأولية التي أجريت في كامبو دي دالياس (IGME 1982) ميزان مائي إيجابي، كما أظهرت وجود إرتفاع في المياه العذبة في القطاع الشمالي الشرقي (ASN and AIN). لقد أدى ضخ المياه لتلبية الإحتياجات الزراعية والحَضَرية إلى تدهور طبقات المياه الجوفية هذه منذ بدء استغلالها بين الستينيات والسبعينيات، مما أوصل النظام الى حالة الاستغلال المفرط الحالية.
يظهر اتجاه معدلات الضخ في طبقات المياه الجوفية “ASC, ASN وAItN “انخفاضاً في الحجم المستخرج. في الثمانينيات، تم استخراج ما بين 15 و 20 مليون متر3/سنة، ولكن في منتصف التسعينات إنخفضت هذه الكمية الى ما بين 6 و 12 مليون متر3/سنة. السبب الرئيسي لانخفاض حجم الضخ يعود إلى تدهور جودة المياه، والتي تحدد أيضاً تطور تشغيل النظام.
في البداية حصلت عمليات إستخراج المياه من طبقة “AIN” في المنطقة الساحلية من أغوادولسي. ثم تم تخفيض الضخ بشكل كبير في ذلك الوقت بسبب إرتفاع الملوحة الناتجة عن دخول مياه البحر بسبب “الفجوة” التي سببها إستخراج المياه الجوفية. فقد إنخفضت الكميات المستخرجة من 30 مليون متر3في الثمانينات الى 5 مليون متر3في بداية عام 2000. لقد تحول الاستخراج من هذا الخزان الجوفي إلى المناطق الداخلية، بشكل رئيسي من الأغويللا، مع زيادة كبيرة جداً تبلغ 35 مليون متر3خلال الفترة الزمنية الممتدة من 1990/1991 الى 1993/1994. ومن ألفيزومع زيادة تدريجية بين الفترة الزمنية الممتدة بين 1989/1990 الى 1990/2000 والتي وصلت الى 20 مليون متر3/سنة في 2009.
لقد أدى إرتفاع الضخ من طبقة “AIO” إلى زيادة الكمية المستخرجة في جميع مناطقه، وبشكل ملحوظ في ألتوميللار وبامبانيكو. في هذه القطاعات، زادت الكميات المستخرجة بشكل ملحوظ، من التسعينات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بسبب تدهور جودة طبقات المياه الجوفية السطحية، حيث ارتفع الإستخراج من 10 إلى 30 مليون متر3/سنة، مستخرجة خلال أقل من 5 سنوات. هذا الخزان الجوفي كان تحت مستوى سطح البحر منذ عام 1980.
إدارة المياه
إن الوزارة الإقليمية للزراعة والثروة الحيوانية وصيد الأسماك والتنمية المستدامة هي الجهة المنظمة المسؤولة عن تنظيم البنى التحتية لتوزيع المياه السطحية ووضع هيكلية التعرفة، باستثناء الاستخدام المنزلي للمياه.
يوجد في منطقة حالة التطبيق خزان بنينار، والذي إنشئ في الأصل بهدف تزويد عاصمة ألميريا بالماء، ولكن حالياً يستخدم لتلبية إحتياجات الزراعة في كامبو دي دالياس.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بنى تحتية أخرى أصغر تلعب أيضاً دوراً رئيسياً في توفير الريّ لمبادرات خاصة، مثل العديد من الخزانات الكبيرة التي توفّر تخزين المياه اللازمة للمناطق المروية.
إن تنظيم موارد المياه السطحية في المنطقة غير كافٍ لتلبية الإحتياجات العالية للزراعة، ولهذا السبب تم استخدام البنية التحتية للنقل التابعة لقناة بنينار-أغوادولسي من أجل دعم المجتمعات المحلية في منطقة بونيانته.
كما أن المياه المحلاة هي مصدر آخر ومهم. من جهة، “محطة تحلية ألميريا” لديها قدرة إنتاجية 20 مليون متر3/سنة لإمدادات مياه الشرب. ومن جهة أخرى “محطة تحلية المياه في كامبو دي دالياس” لديها قدرة إنتاجية 30 مليون متر3/سنة لتلبية كل من إمدادات المياه والطلب على الري. وأخيراً، تم إنشاء محطة معالجة صغيرة في “لابالسا ديل سابو”بقدرة إنتاجية 2 مليون متر3/سنة لأغراض الري فقط. كما تم التخطيط لاستخدام الفضلات السائلة “المرحلة الثالثة” لأغراض الريّ من محطات معالجة مياه الصرف الصحيفي روكيتاس دي مار، وإل إيخيدو وأدرا.
يدير “المجلس المركزي لمستخدمي الخزان الجوفي بونينته ألميرينسه” حالياً ما مجموعه 18.868 هكتار من الأراضي المروية في منطقة بونينته التي تتكوّن من 8 بلديات (ألمريا، ألإخيدو، بيكار، بالانغرا، إنيكس، دالياس،روكيتاس دي مار و لاموخونيرا).
في الخطة الحالية للمياه، تم تقدير مساحة مروية تبلغ 26.5 هكتار، تعتمد إلى حد كبير على أنظمة الريّ في البيوت البلاستيكية(بيت محمي أو دفيئة أو صوبه). تعتمد أنظمة الريّ هذه بشكل أساسي على المياه الجوفية، مع طلب سنوي يبلغ 175 مليون متر3. من ناحية أخرى، فإن تربية الماشية ليست ذات صلة كبيرة في هذا القطاع، مع حوالي 5000 رأس في عام 2009. تضم منطقة كامبو دي دالياسأعلى كثافة للمحاصيل البستانية تحت البيوت البلاستيكية الزراعية في أوروبا، وهي واحدة من الركائز الأساسية لاقتصاد ألميريا. أما الإحتياجات المائية المتبقية فهي متعلّقة بالاستخدامات الحضرية (46 مليون متر3/سنة) والصناعية (4مليون متر3/سنة).